الدكتور راشد عمر: القرآن الكريم يرسخ الحرية الدينية واحترام الغير

  • 2021-Sep-26

في إطار الحلقات الرمضانية الافتراضية اليومية، نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الجمعة 23 أبريل 2021، محاضرة بعنوان "نموذج وإرث التناغم بين الأديان في التقاليد التوحيدية"، تحدث فيها الدكتور راشد عمر، إمام مسجد كليرمونت الرئيسي في كيب تاون بجنوب أفريقيا، باحث في الدراسات الإسلامية وبناء السلام في جامعة نوتردام بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.

واستشهد الدكتور راشد عمر بالعديد من الآيات القرآنية التي تبيّن عظمة الدين الإسلامي وسماحته، وتبرز كذلك أسس تعامل المسلمين مع غير المسلمين، فضلاً عن دور كتاب الله في تعزيز الحرية الدينية وبذل الاحترام والعيش مع الغير بسلام عبر السلوك الطيب القائم على القسط والعدل، منوهاً لضرورة النظر في السياق التاريخي الذي نزلت فيه الآيات ومعرفة أسباب نزولها.

وأورد الدكتور راشد عمر الآيتين القرآنيتين الثامنة والتاسعة من سورة "الممتحنة"، مؤكداً أنهما تشكلان المصدر الأساسي للإرشاد بالدين الإسلامي، (لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)).

وفي سياق متصل، أورد الدكتور راشد عمر الآية (34) من سورة "فُصلت" (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، ليبرهن أنها توضح كيفية استجابة المسلمين لغير المسلمين الذين ينكرون الكرامة الإنسانية، وبالتالي دعوة المسلمين للتحلي بالصبر والحكمة في مواجهة العدو.

كما استشهد بالآية (28) من سورة "المائدة" (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، قائلاً إنها تبرز مدى التعايش بين المسلمين وغيرهم.

وأشار إلى أهمية وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تم توقيعها في العاصمة الإماراتية أبوظبي، كنموذج بارز للسلام العالمي والعيش المشترك، مؤكداً أن قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يتمتع بالروح الأخوية الصادقة تجاه المسلمين، وأن الخطاب الكاثوليكي يعزز الأخوة الإنسانية والصداقة الاجتماعية والتعايش والتعارف، داعياً إلى تدريب الأئمة الشباب لقيادة المجتمع المسلم وكذلك تعزيز الحوار بين الأديان.

جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته وبما يرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا