البيان الختامي والتوصيات للملتقى الأول لشباب المجتمعات المسلمة "إعداد قادة الغد": الالتزام والنزاهة والابتكار

  • 2019-Dec-08


على مدى يومي السابع والثامن من شهر ديسمبر 2019 التقى أكثر من 200 من شباب المجتمعات المسلمة من الجنسين؛ يمثلون مختلف دول، ومناطق العالم من جزر فيجي الي أوروجواي والبرازيل، ومن نيوزيلندا الى إستونيا وليتوانيا، وقد شاركهم الحوار حكماء؛ من الخبراء، والسياسيين، والوزراء السابقين، والحاليين من نفس مجتمعاتهم. كان الحوار غاية في الثراء والعمق، جمع بين جذوة فكر الشباب وتطلعاتهم، وأحلامهم، وبين حكماء الكبار وخبراتهم وعمق تجاربهم.

 

تناول الملتقى الذي افتتح بكلمات لمعالي الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومعالي الدكتور قطب مصطفى سانو مستشار رئيس جمهورية غينيا للتعاون الدولي، وعضو الأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وفضيلة الشيخ إلدار على الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدنية لمسلمي روسيا. ثم انطلق الحوار على مدى 6 جلسات تناولت موضوعات متنوعة؛ قادها وتحدث فيها الشباب والكبار من النساء والرجال، تناولت المحاور الست موضوعات: كيف تكون قائداً في المستقبل، والمواطنة الدين في عصر الإعلام الجديد، والاندماج والمشاركة في بناء المجتمعات من خلال التعاون مع أتباع الأديان، ومقاربات جديد للفقه والتعليم الإسلامي والقيم، والابتكار وريادة الأعمال والعمل الخيري، وأخير تم عرض نماذج من نجاحات الشباب أنفسهم؛ تلهم الشباب لتحقيق ريادة المستقبل.

 

وقد خلص الملتقى الى التأكيد على مجموعة من التوصيات:

 

أولاً: أكد الحضور على توجيه الشكر والتقدير والعرفان لدولة الإمارات وقياداتها الملهمة التي تنشغل دائما بالتفكير في المستقبل، وتحرص على دعم المجتمعات المسلمة، وتأمين مستقبلها، وتحقيق استقرارها، وازدهارها في دولها، وتعمل بصورة لا تعرف الكلل أو الملل على إحياء وترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة التي تحقق السلام والأمن والاستقرار للمجتمعات، وترسخ قيم التسامح والتعايش والتعاون بين بني البشر.

 

ثانياً: إن التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة تفرض ضرورة تمكين الشباب من الجنسين في تصدر المشهد، وقيادة مؤسسات مجتمعاتهم، وتمكين فكرهم ورؤيتهم وطموحاتهم. فقد عانت الكثير من هذه المجتمعات من أنماط من القيادات لا تنتمي لها، ولم تنشأ فيها، وجاءت اليها حاملةً هموم ومشاكل وأزمات مجتمعات أخرى، وارتهنت هذه القيادات العديد من المجتمعات المسلمة لأفكار ميتة، لا علاقة لها بواقع هذه المجتمعات التي يعيشون فيها، ولا تلبي احتياجاتها، ولا تجيب على تساؤلاتها، ولا تحقق طموحاتها.

 

ثالثاً: إن تمكين الشباب من قيادة مجتمعاتهم سيمثل الحل الحقيقي للعديد من المشاكل والأزمات، لان ذلك الشباب قد نشأ في مجتمعات متعددة الأديان والأعراق والثقافات، ويعرف كيف يحقق قيم التعايش والتسامح والتعاون مع أتباع الديانات الأخرى من الذين يشاركهم الوطن والعيش والحلم.

 

رابعاً: لتحقيق التمكين الحقيقي للشباب في قيادة المجتمعات المسلمة لابد من أن تتوجه مؤسسات الدعم الخيري، والتمويل الى خلق حالة من الاستدامة في مؤسسات المجتمعات المسلمة التي سوف ينشئها الشباب، وهذا بدوره يحتاج رؤية جديدة لتمويل هذه المؤسسات، وتحقيق استدامتها، وعدم ارتهانها لأجندات خارجية، أو خضوعها لمصالح سياسية خارجية، ويتحقق ذلك من خلال تأسيس أوقاف خيرية طبقا لقانون الدول التي يوجدون فيها ونظمها، وأحكامها، وذلك لضمان الاستدامة والاستقلالية، وتحقيق الأهداف الحقيقية للمجتمعات المسلمة.

 

خامساً: التأكيد على بناء القدرات، وإعداد القيادات إعداداً علمياً حقيقياً، وذلك من خلال تأسيس مؤسسات لأعداد وتدريب، وإعادة تدريب وتأهيل جميع من يعملون في الشأن الديني، سواء المدرسون، أو الأئمة والوعاظ، أو مديرو المراكز الإسلامية أو غيرهم. على أن يتم تدريبهم تدريبا علمياً حقيقاً طبقاً للنظم والأعراف الموجودة في مجتمعاتهم، والتي يتبعها ويسير طبقاً لها المنتمون للأديان والمذاهب الأخرى، والتي تعترف بها نظم التعليم والتدريب في دولهم.

 

سادساً: التأكيد على الانتقال من حالة الانغلاق على الذات الى حالة الانفتاح على شركاء الوطن، وجيران المجتمع؛ وذلك بأن تكون المراكز الإسلامية فضاء عاما لخدمة المجتمعات المحلية؛ مفتوحة للجميع تقدم الخدمات لمن يحتاج اليها من الفقراء والمحتاجين، والراغبين في الاستفادة منها، وللمراكز الإسلامية أن تحدد المعايير والإجراءات التي تتسق مع النظم والقوانين في كل مجتمع ودولته.

 

سابعاً: ضرورة خلق فضاء للعمل المشترك مع شركاء المجتمع وذلك من خلال تقديم القيم الإسلامية المشتركة مع باقي الأديان الأخرى في المجتمع، وذلك مثل التركيز على قيم الأسرة، والتعاون، ورعاية المحتاج، والحفاظ على البيئة، والتطوع والعمل الخيري...الخ. وهذا سيحقق التعايش والتعاون، وسينتج عنه المزيد من التسامح، وسوف يسهم في علاج المشاكل السلبية مثل حالات العنف والعداء العرقي والديني.

 

ثامناً: التأكيد على ضرورة إصلاح، وتطوير الخطاب الديني في جميع المجتمعات المسلمة؛ بما يتناسب مع احتياجات كل مجتمع، ومتطلباته، بحيث يكون الخطاب الديني سواء في المساجد، أو حلقات التعليم، والتثقيف مناسبا للمستوى الثقافي للمجتمع الذي يتعامل معه، وقادراً على الإجابة على أسئلة وإشكاليات الشباب خاصة، والمجتمع بصورة عامة.

 

تاسعاً: التأكيد على خصوصية كل مجتمع من المجتمعات المسلمة، وأن التحديات التي تواجهها تتعدد بتعدد دولها ومناطقها، وتتعدد بتعدد مستويات التنمية وتحدياتها التي تعيشها دولها، فهناك مجتمعات مسلمة تمثل مشكلة الإسلاموفوبيا تحدياً حقيقياً بالنسبة لها، وهناك مجتمعات لا تعرف هذه المشكلة أصلا، ولديها مشاكل من نوع آخر تتعلق بقضايا مختلفة كلية عن هذا مثل الفقر، والصحة والنظافة.... الخ.

 

عاشراً: التأكيد على أهمية توظيف الإعلام بكل أنواعه، الجديد والقديم لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، من خلال تقديم قصة جديدة للمسلمين غير التي هيمنت على صورتهم في الإعلام في العقدين الأخيرين من 11 سبتمبر 2001 الى اليوم، وهذا يستلزم عمل إعلامي متعدد الوسائل؛ احترافي، وعميق، يحقق الأهداف طبقا للمعايير العالمية الحالية والمستقبلية، ومن خلال لغتها، وبوسائلها.

 

حادي عشر: يدعو الحاضرون الى ضرورة تكرار هذا الملتقى بصورة دورية، لضمان وصول صوت الشباب، ورؤيتهم وطموحاتهم وأحلامهم، ولضمان تمكينهم من قيادة مجتمعاتهم، فهم الأقدر والأجدر على ذلك، وهم المسؤولون عن صناعة مستقبلهم، ولذلك فمن حقهم الطبيعي أن يكونوا في قيادة عملية صناعة مستقبل مجتمعاتهم الذي هو مستقبلهم هم وأسرهم وأولادهم، فليس من المعقول أن يترك لغيرهم الذي قد لا يفهمهم جيدا أن يفرضه عليهم.

 

ثاني عشر: يدعو الشاب الى تأسيس أمانة عامة لشباب المجتمعات المسلمة، تمثل بيت خبرة، وقاعدة انطلاق لصناعة مستقبل مزدهر للمجتمعات المسلمة، يصنعه شبابها.

 

وفي الختام يتوجه المشاركون بالشكر للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ولرئيسه معالي الدكتور على النعيمي وفريق العمل في المجلس على تنظيم هذه الفعالية، وحسن إدارتها.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا