المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يطرح رؤية فقهية جديدة للاقتصاد الحلال المستدام في منتدى ساو باولو العالمي 2025

  • 2025-Oct-28

شارك المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ممثلًا بسعادة الدكتور محمد بشاري، الأمين العام للمجلس، في أعمال منتدى الأعمال البرازيلي العالمي للحلال 2025، الذي انطلقت فعالياته بمدينة ساو باولو تحت مظلة اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، وبالتعاون مع الغرفة التجارية العربية البرازيلية، بمشاركة نخبة من الوزراء والخبراء والاقتصاديين والعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية.


وشكّل المنتدى منصة دولية رفيعة المستوى لمناقشة التحولات الكبرى في منظومة الاقتصاد الحلال، وإعادة صياغة العلاقة بين القيم الإسلامية ومبادئ الاستدامة العالمية، عبر مقاربات تجمع بين الفقه والاقتصاد والتقنية والسياسات العامة.


وقد قدّم سعادة الأستاذ الدكتور محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ورقةً علميةً محورية بعنوان: «ميزان العمران: نحو تأسيسٍ فقهيٍّ للاقتصاد الدائري – الحلال المستدام بين المصلحة والعدالة ومآلات الفعل الاقتصادي»، عرض فيها مشروعًا متكاملًا لإعادة بناء مفهوم الحلال ضمن رؤيةٍ مقاصديةٍ تجعل العدالة البيئية والاجتماعية والمعرفية محورًا في عملية التنمية.


وأوضح الدكتور بشاري أن الاقتصاد الحلال المستدام ليس تصنيفًا شرعيًا فحسب، بل نظام قيمي متكامل يربط بين الإنتاج والاستهلاك والعدالة في التوزيع، بما يحوّل المصلحة من نفعٍ لحظيٍّ إلى نفعٍ باقٍ ومستدام، داعيًا إلى صياغة نموذج عالمي لـ«الاقتصاد الدائري الحلال» يقوم على إعادة تدوير الموارد والثروات بصورةٍ تحقق التوازن بين الإنسان والطبيعة والغاية الشرعية.


وأشار إلى أن فقه العمران في الإسلام يتجاوز عمران المكان إلى عمران الإنسان، مؤكدًا أن استعادة هذا الميزان تمثّل انتقالًا من منطق «التملك» إلى منطق «الأمانة»، ومن عقلية الربح الفردي إلى عقلية النفع المشترك.


وشدّد الأمين العام على أن مقاصد الشريعة لا تكتمل إلا حين تُترجم إلى سياسات مؤسسية وأدوات تمويلية واقعية، مثل الوقف الاستدامي، والتمويل الأخضر المتوافق مع الشريعة، والمسؤولية الممتدة للمنتج، معتبرًا أن الزكاة والوقف يشكّلان الركيزة الأساسية للاقتصاد الدائري الإسلامي، تمامًا كما تشكّل إعادة التدوير الركيزة البيئية للاقتصاد الحديث.


وفي ختام كلمته، دعا الدكتور بشاري إلى إنشاء منصّة بحث دولية لتطوير معايير الاقتصاد الحلال المستدام، تكون جسرًا بين المقاصد الشرعية والعلوم التطبيقية، بما يحوّل القيم الأخلاقية إلى نظامٍ اقتصاديٍّ عالميٍّ قائمٍ على العدالة والاستدامة.


وأكد أن منتدى ساو باولو يشكّل خطوة متقدمة في بناء شراكات استراتيجية بين أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن تجربة البرازيل يمكن أن تُقدّم نموذجًا ناجحًا لتكامل «العلم، والسوق، والضمير» في خدمة مستقبلٍ اقتصاديٍّ أكثر توازنًا وإنسانية.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا