المجلس يعقد ندوة افتراضية بعنوان "دور الإدارات الدينية في روسيا في محاربة الفتاوي المستوردة"

  • 2025-Jul-28

عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ندوة افتراضية، بالتعاون مع معهد موسكو الإسلامي، وناقشت الندوة "دور الإدارات الدينية في روسيا في محاربة الفتاوي المستوردة" بمشاركة نخبة من الأساتذة والعلماء المتخصصين في أصول الفقه والشريعة.


وخلال الندوة، تحدث كوز أحميدوف راسم مختار وفيج، مفتي منطقة ساراتوف بروسيا، حول هذا الموضوع، وأكد أن مسلمي منطقة ساراتوف كغيرهم من المسلمين، يهتمون بموضوع الفتوى من حيث صناعتها واستخدامها في حياة المسلمين بما يحقق لهم التوازن الديني والحياتي. 


وأشار إلى أن الإدارة الدينية في منطقة ساراتوف سعت وتسعى إلى تقنين قضية الفتوى، وتعزيز مؤسسات صناعة الفتوى انطلاقًا من المعطيات الواقعية لحياة المسلمين.


وعن أهمية الفتاوى الدينية، قال كوز أحميدوف راسم مختار وفيج، مفتي منطقة ساراتوف بروسيا، إن الفتوى عبارة عن وصفة طبية لحالة معينة ومخصصة لمنطقة محددة بما يحقق مصلحتهم الدينية والدنيوية. 


وأضاف إن واقع المسلمين في منطقتهم كأقلية في دولة أغلب سكانها ليسوا من المسلمين يختلف بشكل كبير جدًا عن واقع المسلمين في بلد مسلم، وهذا لا بد أن ينعكس بشكل مباشر على مضمون الفتوى. 


وأشار مفتي منطقة ساراتوف بروسيا، إلى العقبات التي تواجه المؤسسات الدينية في روسيا، ومن بينها غياب الكوادر العلمية والشرعية القادرة على إدراك متغيرات الواقع وخصوصيات المرحلة. 


بدورها، تحدثت مريم كفالوفا، رئيسة قسم الفتوى التابع للإدارة الدينية لمسلمي بيلاروسيا، رئيسة المركز الإسلامي لتنمية الأسرة، عن وضع المسلمين في بيلاروسيا وتأثير ذلك على الفتاوى الدينية، حيث أكدت أن بيلاروسيا تتمتع بتنوع ديني كبير ومن بينها التواجد الإسلامي، وعدد المسلمين في بيلاروسيا يناهز 120 ألف شخص. 


وأضافت أن الغالبية العظمى من المسلمين الموجودين في بلاروسيا اليوم هي من المهاجرين وهذا يتطلب أوضاعًا ملائمة لهم من الإدارات المجتمعية الإسلامية.


وحول طرق إصدار الفتوى هناك، أكدت مريم كفالوفا، رئيسة قسم الفتوى التابع للإدارة الدينية لمسلمي بيلاروسيا، رئيسة المركز الإسلامي لتنمية الأسرة، أن التنوع الطائفي والاجتماعي بين المسلمين الموجودين في بيلاروسيا يتطلب منهجية مرنة في إصدار الفتاوى.


وأضافت أن الإدارة الدينية للمسلمين في بيلاروسيا تتولى إصدار الفتاوى وتقوم بمراعاة المذاهب والظروف التي يعيشها المسلمون في البلاد.


واستعرضت الآلية التي يتم بها إصدار الفتاوى، حيث أكدت رئيسة قسم الفتوى التابع للإدارة الدينية لمسلمي بيلاروسيا، رئيسة المركز الإسلامي لتنمية الأسرة، أن الفتاوى في بيلاروسيا تعمل على إحداث التوازن بين المسلمين الموجودين تاريخيًا هناك والمسلمين الجدد الذين اعتنقوا الإسلام والمسلمين المهاجرين إلى بيلاروسيا.


بدوره، يرى غانيف إلياس علي، الأمين العام لمجلس العلماء التابع للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مدرس الفقه وأصوله في المدرسة الإسلامية بموسكو، أن الكثير من الفتاوى الأجنبية، لا تراعي الخصائص الثقافية المحلية والقواعد القانونية والواقع الاجتماعي والسياسي لبلد معين.


وحول تأثير الفتاوى الأجنبية، حذر من مخاطرها والتي من أبرزها عدم وجود الآليات الواضحة لمراقبتها، حيث يُصدر العديد من رجال الدين الأجانب فتاوى يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية، وذلك بسبب عدم امتلاكهم الفهم الكافي لخصائص بلد معين وظروف حياته الاجتماعية. 


وأضاف غانيف إلياس علي، الأمين العام لمجلس العلماء التابع للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مدرس الفقه وأصوله في المدرسة الإسلامية بموسكو، أن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ساعدت في انتشار الفتاوى الأجنبية، مما يجعل هذه المشكلة أكثر حدة. 


وحول طرق مواجهة الفتاوى المستوردة، قال إنه يجب دعم العلماء المحليين لمواجهة الفتاوى المستوردة، وذلك بتعزيز مستوى الفقهاء المحليين، وحينها سيتبع الناس فتاوي الشيوخ والعلماء المحليين.


وأكد الأمين العام لمجلس العلماء التابع للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مدرس الفقه وأصوله في المدرسة الإسلامية بموسكو، أنه يجب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الفتاوى المستوردة، ومراقبة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يتم نشره عليها من فتاوى.


فيما قال محمدي زاده فرامرز نور الله، الطالب في معهد موسكو الإسلامي، في روسيا، إنه يجب أن يكون لدينا علماء متمكنين وفتاوى قوية ومناسبة للعصر. 


وحول الشروط الواجب توافرها في من يتصدرون لإصدار الفتاوى، قال إنه لا يجب أن يكون العالم الإسلامي فقيهًا في علوم الشريعة فقط، بل في العلوم الأخرى التي ترتبط بحياة الناس ومتقضيات معيشتهم.  


وأضاف محمدي زاده فرامرز نور الله، الطالب في معهد موسكو الإسلامي، في روسيا، أنه يجب أن تتحسن منهجية الإفتاء لتتناسب مع واقع العصر الذي نعيشه وحل المشكلات المعاصرة. 


وحول دور المؤسسات الدينية الإسلامية، أكد أنها لديها القدرة على صناعة الفتاوى التي تناسب العصر وإعداد المتخصصين القادرين على المشكلات.


وأشار أيضًا إلى أنه يجب مراعاة المجتمع المحلي والسكان في إصدار الفتاوى والاستماع إلى آرائهم.



اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا