المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يعقد ندوة بعنوان “منطلقات ومبادئ التعايش في الإسلام” في الجامعة الإسلامية الروسية

  • 2025-May-31

في إطار جهوده الرامية إلى تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات، عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ندوة فكرية بعنوان “منطلقات ومبادئ التعايش في الإسلام”، وذلك في مقر الجامعة الإسلامية الروسية بمدينة قازان، بحضور نخبة من أعضاء الهيئة الأكاديمية وجمع من طلبة مرحلة البكالوريوس.


واستُهلت الندوة بكلمة للأمين العام المساعد للمجلس، السيد حسن المرزوقي، الذي أكد أن قيم التعايش والتسامح في الإسلام ليست طارئة أو هامشية، بل تنطلق من جوهر التعاليم الإسلامية وأصولها الثابتة، مشيرًا إلى أن الإسلام قد وضع منذ بواكيره الأسس التي تضمن احترام الآخر والتعاون مع مختلف المكونات الدينية والثقافية في المجتمعات.




وأوضح المرزوقي أن التاريخ الإسلامي زاخرٌ بالنماذج الملهمة للتعايش الإنساني، مستشهدًا بفترات زمنية مهمة مثل عصر النبوة والخلفاء الراشدين، وتجربة الأندلس الإسلامية، والعلاقات الإسلامية مع الديانات الأخرى في بلاد الشام ومصر وشبه القارة الهندية، وأضاف أن هذه المحطات التاريخية تقدم للعالم اليوم دروسًا قيّمة في بناء المجتمعات المتعددة والمنفتحة، القائمة على العدالة والرحمة والكرامة الإنسانية.



وشهدت الندوة مشاركة فاعلة من منظمات دولية وشخصيات أكاديمية وفكرية بارزة، من بينهم الدكتور نصر عارف، نائب رئيس منظمة تربويون بلا حدود الدولية، الذي قدّم مداخلة تحليلية حول الأبعاد الفقهية والاجتماعية للتعايش في الفكر الإسلامي، مؤكدًا أن الإسلام لا يكتفي بالدعوة إلى التعايش بل يؤسس له كمنظومة متكاملة تشمل احترام الكرامة الإنسانية، وقبول التنوع، والانفتاح على الآخر، وبيّن أهمية استحضار هذا البعد الحضاري في مناهج التعليم وخطاب المؤسسات الدينية والفكرية المعاصرة.


كما ألقت بخيتة الرميثي، المدير التنفيذي لمركز منارة للتعايش والحوار، كلمة تناولت فيها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج معاصر ناجح في تجسيد قيم التعايش والتسامح الديني والثقافي، مشيرة إلى أن بناء بيئات مجتمعية قائمة على احترام التعدد والانفتاح يتطلب شراكة فاعلة بين مؤسسات التعليم، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام، ومؤكدة أهمية التفاعل بين المبادرات المحلية والدولية لترسيخ ثقافة الحوار والسلام.


وقد شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من قبل الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، حيث طُرحت عدد من الأسئلة والنقاشات التي أثرت الموضوع، وأكدت على الحاجة الماسة إلى تعزيز هذه المفاهيم في المناهج التعليمية والممارسات المجتمعية المعاصرة.


وفي ختام الفعالية، تم التأكيد على استمرار التعاون الوثيق والدائم بين المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة والجامعة الإسلامية الروسية، بما يخدم الأهداف المشتركة في دعم التعليم الديني، وتكريس مفاهيم التعايش والتفاهم، وتبادل الخبرات الأكاديمية والمعرفية بين الطرفين بما يخدم المجتمعات المسلمة حول العالم.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا