
المجلس ينظّم محاضرة افتراضية بعنوان: "المرأة المسلمة في أفريقيا"
- 2025-May-14
نظّم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة محاضرة افتراضية بعنوان "المرأة المسلمة في أفريقيا"، قدمتها الدكتورة وداد النائبي، مديرة معهد ابن بطوطة الأفريقي، والتي تناولت خلالها الدور الحيوي للمرأة المسلمة في القارة السمراء، رغم ما تواجهه من تحديات وظروف معقدة، وذلك ضمن سلسلة محاضرات المجلس.
وأكدت د. النائبي أن المرأة المسلمة في أفريقيا تقف اليوم شامخة، تؤدي رسالتها بوعي ومسؤولية، ترعى منزلها وأبناءها، وتدعم زوجها، وتقدم الحب والعطاء، باعتبارها الأرضية الصلبة التي يقف عليها الرجال.
وأشارت إلى أن المرأة تُعد أساس التكوين الديني والاجتماعي في العديد من المجتمعات الأفريقية، فهي من تبدأ عندها الحكايات، ومن تُبنى عليها نواة الأسرة والمجتمع، بما تمتلكه من شموخ روحي وتدين أصيل.
وأضافت أن انخراط المرأة المسلمة في سوق العمل ليس وليد اللحظة، بل امتدادٌ طبيعي لجذور ضاربة في عمق التاريخ، مؤكدة أن حضورها الفاعل غالبًا ما يكون في الظل، حيث تعمل بصمت، وتدعو بصبر، وتُنجز دون صخب، وقد ساهمت الظروف التاريخية، ومنها الاحتلال، في تشكيل هذا النموذج من القوة الهادئة. إلا أنه، ومع الاستقلال، أصبحت المرأة قوة كامنة تنهض بالقارة بأكملها.
ولفتت إلى أن المرأة المسلمة في أفريقيا تحمل شعورًا عميقًا بالفخر بهويتها وقارتها، وتتحمل مسؤوليات مضاعفة حين تعمل، إذ توازن بين الواجبات الأسرية والمهنية، مستندة في ذلك إلى قوة إيمانها وصلابة شخصيتها.
كما تناولت جانبًا من واقع بعض النساء اللاتي انجرفن خلف المظاهر الغربية عبر وسائل التواصل، مؤكدة أن هذه الفئة لا تمثل التيار العام، وأن غالبية النساء الأفريقيات ما زلن متمسكات بهويتهن الأصيلة.
وفي ختام المحاضرة، شددت د. وداد النائبي على أن الروحانية والعبادة لا تتعارضان مع الحياة اليومية، بل تتكاملان معها، مشيدة بالمرأة الأفريقية المسلمة التي تتقن هذا التوازن بوعي فطري، إذ وُلدت على أرضٍ عريقة اسمها أفريقيا، وسارت على درب الجدات الشامخات، صانعة الطعام بطعم الكرامة، وحافظة للغة والحكاية والدين، لا تغريها المظاهر الخادعة، ولا تفرّط في جذورها، بل تنفتح على النور والعلم دون أن تتخلى عن أصالتها.