الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة"

  • 2021-May-07
المؤتمر الافتراضي "الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة" 24 رمضان 1442هـ / 6مايو 2021م تنظيم: المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.


نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الخميس 24 رمضان 1442هـ / 6 مايو2021م، مؤتمراً افتراضياً بعنوان "الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة"، وذلك بحضور نخبة من القيادات الدينية والأكاديميين والباحثين والمتخصصين والنشطاء، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.


وتأتي أهمية المؤتمر في كونه يأتي في ظل إدارة أمريكية جديدة، وبالتوازي مع تصاعد أزمة الأجيال المسلمة الجديدة في مجتمعاتها، وبمشاركة علماء ومؤمنين بأهمية مشاركة الأديان في التعامل مع الكوارث الصحية والأوبئة، وخلق أرضية مشتركة، وأهمية تعزيز دوافع العمل المشترك، من أجل تفعيل الصورة الحقيقة عن الإسلام، وبناء جيل أكثر قدرة على الارتباط بدينه وقيمه.


ويجيب المؤتمر عن العديد من التساؤلات التي تتعلق بالأوضاع والتطورات التي تشهدها الأجيال الجدية من المسلمين في أمريكا الشمالية، إضافة إلى دور المؤسسات الدينية، وقيادات هذه المؤسسات في هذه الدول في نشر الإسلام وثقافته في أوساط الأجيال الجديدة من خلال إعلاء قيم التسامح والمحبة، والتأكيد على العيش المشترك، لا سيما وأن منطقة أمريكا الشمالية تشهد وجوداً واسعاً من المهاجرين المسلمين.


.............


وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الافتراضي "الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة"، أشار معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى أن الفترة الراهنة تشهد تحديات جمة لأوضاع المسلمين، وبخاصة الأجيال الجديدة في أمريكا الشمالية، وربما أحد الأسباب الرئيسة التي تقف وراء أزمة المهاجرين المسلمين في أمريكا الشمالية يعود بالأساس إلى أن بعض المهاجرين من العالم الإسلامي إلى الولايات المتحدة وكندا أخذوا مشاكلهم معهم.


 


وتابع معاليه: " إنه على المسلمين المهاجرين أن يركزوا على التحديات المحلية ولا يشغلوا أنفسهم بمشاكل الأخرين". وأضاف أن القادة في المجتمعات المسلمة يتحملون جانب واسع من المسئولية، وعليهم أن ينظروا في الفتاوي الملائمة لمجتمعاتهم. كما أن على المجتمعات المسلمة في أمريكا الشمالية أن ينتبهوا للشباب، وأن يبحثوا عن فتاوي تلائم احتياجات مجتمعاتهم.


بدوره نوه الإمام الدكتور الحاج طالب عبد الرشيد، رئيس جمعية الأئمة الأمريكيين الأفارقة، إلى أن إحدى مشكلات الحياة الحديثة التي تعتمد على التطور التكنولوجي، أنها حرمت الأجيال الجديدة من الشباب المسلم في أمريكا الشمالية، من إدراك وفهم المعاني الحقيقية لغايات هذا الدين، حيث يستمدون معرفتهم من العالم الافتراضي، والأنترنت. وأشار إلى أن معاني مثل الأسرة والمجتمع والقيم لها معاني مختلفة لدي الجيل الجديد، ولذلك أصبح التحدي أمام هذا الجيل، هو كيف يكون مؤمناً في القرن الحادي والعشرين في ظل صعود العولمة. وأضاف أنه من الضروري إعادة صياغة رؤية جديدة للخطاب الديني للشاب في هذا المجتمع متنوع القيم.


الشيخ علاء السيد، مدير الشؤون الدينية في المركز الإسلامي الكندي، قال أن الهوية هي القلب الصلب الذي يضمن حضورنا كمسلمين في مجتمعاتنا، وعلى كل شاب مسلم أن يتمسك بقيم دينه وسلوكياته. وأضاف أن الانخراط في مجتمعاتنا في أمريكا الشمالية ينبغي ألا يؤثر على هويتنا الإسلامية.


 


من جهته، قال حسن وادي رئيس أكاديمية المتحدثين الشباب، كندا، علينا أن نوازن بين حياتنا في الدنيا والآخر، وعلى الشباب المسلم في أمريكا الشمالية أن يعي أهمية الدين، والحرص على رفعته.


 


 


على صعيد متصل، قالت ناهيلا موراليس ناشطة مكسيكية أمريكية مسلمة، دالاس، تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية، أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كان تحولاً مهماً، ساهمت في انفتاحي على الإسلام، وكذلك المؤسسات الإسلامية في مجتمعات أمريكا الشمالية التي تلعب دورا مهماً في دعم صورة الإسلام والمسلمين. وأضافت" إن الله سبحانه وتعالي يختارنا للإسلام ويهدينا إلى دينه الإسلام، الذي يجلب الراحة النفسية والصحة العقلية، والسكينة والطمأنينة."


 


 


 


في سياق متصل، قال الدكتور مصطفي خطاب، عضو المجلس الكندي للأئمة ومترجم القرآن الكريم، أن المجلس الكندي يلعب دوراً بارزاً في مجال الدعوة في أوساط غير المسلمين، واستطاع أن يقدم لهؤلاء الشباب الذي يتساءلون عن الإسلام الكثير من المعارف والحقائق عن الإسلام، وهو الأمر الذي ساهم في دخول طيف واسع منهم للإسلام. وأضاف أن معظم المسلمين الجدد الذين نساعدهم من الشباب. وأضاف أننا في المجلس الكندي نتابع هؤلاء الشباب عن كثب، خاصة أنهم دخلوا الإسلام عن قناعة بعد أن قدم لهم ديننا الحنيف السكينة والطمأنينة.


 


الدكتورة مديحة سعيد، مدير التعليم في دكيومنتنغ،هوب أند نوويل، قالت أن تعاليم الإسلام، فيها ما يضمن الصحة النفسية والعقلية والروحية، وأشارت إلى أنها قبل التعمق والاهتمام بمبادئ وقواعد الدين الإسلامي الحنيف كانت تعاني إشكاليات صحية ونفسية، كادت تدفعها للانتحار، وأضافت أن الإسلام "كان الحصن المنيع الذي حفظني من كل الأسقام".


 


 


في المقابل أشار منصور الساخي، المدير التنفيذي، مسلم أيد، الولايات المتحدة، إلى أن المنظمات الخيرية في أمريكا الشمالية، والتي أسسها المهاجرون من المسلمين على قدر دورها في نشر تعاليم الإسلام، لكن أحد إشكالياتها الرئيسة، هي افتقاد التواصل مع الشباب الذين ينبغي أن يكون لهم دور فاعل في إدارة المؤسسات الخيرية. كما أضاف أن أسلوب جمع التبرعات في المؤسسات الخيرية في أمريكا الشمالية، هو الآخر بحاجة إلى إعادة هيكلة وألا يقتصر على الوسائل التقليدية، فلابد من استثمار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في التواصل مع كافة الأشخاص والمؤسسات في عالمنا الإسلامي التي تقدر وتعلم دور الجمعيات الخيرية الإسلامية في الغرب.


 


 


ومن جهته قال الأستاذ علي دوغلاس نيومان، فنان هيب هوب، قائد مجتمعي في ولاية مينيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية، أنه برغم أهمية التنوع في مجتمعاتنا، لكن تبقي الهوية هي العنوان الأبرز الذي يضمن الحفاظ على وجودنا ومستقبلنا. وأضاف أن الانخراط مع أشخاص يشبهوننا في الثقافة والقيم والتعاليم والمبادئ يضمن الحياة السعيدة.


 


 


على صعيد ذي شأن، قالت ليزا فوجل مؤسسة فيرونا كولكشن، في ولاية فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، أن العلامة التجارية "فيرونا" كان وجودها مهماً لنا، فقد تحولت إلى عنوناً لنا كمسلمين جدد. وأضافت أن العلامة تستهدف بالأساس تنمية الشعور لدي المسلمة بأن تكون فخورة بدينها، فخورة بملابسها التي تتناسب مع معتقداتها ومبادئها الإسلامية. وأشارت أن علامة "فيرونا" هي في جوهرها رسالة نعبر بها عن ديننا لغير المسلمين.


 


 


............


وبدأت فعاليات المؤتمر الافتراضي "الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة"، التي قدمها معالي الدكتور علي النعيمي- رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة- بالتأكيد على ضرورة أن يعطي المهاجرين المسلمين في أمريكا الشمالية، الأولوية لمشاكلهم في مجتمعاتهم الجديدة، ليس الانغماس كلية في مشاكل أوطانهم الأم.


وفي ملاحظاته الختامية على المؤتمر الافتراضي " الإسلام في أمريكا الشمالية: رؤية الأجيال الجديدة "، أكد الدكتور محمد بشاري على أن جميع المشاركين في المؤتمر الافتراضي حرصوا على تعظيم حدود الله والامتثال لأوامر هذا الدين العظيم. وأضاف "علينا أن نزرع في أبنائنا حب هذا الدين، والحرص على تنفيذ أوامره، وضرورة الارتقاء بالعمل المؤسساتي هو المدخل الأهم في نشر الدعوة."


 


وتابع الدكتور محمد بشاري أنه ليس هناك تناقض بين الانتماء للدين وبين الانتماء للوطن، كما على المهاجرين المسلمين في المجتمعات المسلمة أن يحولوا قصصهم مع الإسلام إلى برامج عملية تعلي من صورة الإسلام ومبادئه، خاصة أن الإسلام هو دين الروحانية والتسامح والرحمة. وأختتم كلمته بالدعوة إلى الله في أن يرفع عنا المحن والشدائد وأن يعم الخير كل البشر.


 


.............


جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته، وبما يرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.


اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا