المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات

  • 2021-May-05
المؤتمر الافتراضي "المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات" 22 رمضان 1442هـ / 4مايو 2021م تنظيم: المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ودار الإفتاء في أستراليا.


نظم كلٌّ من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ودار الإفتاء في أستراليا، الثلاثاء 22 رمضان 1442هـ / 4 مايو2021م، مؤتمراً افتراضياً بعنوان "المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات"، وذلك بحضور نخبة من العلماء من القيادات الدينية والأكاديميين والباحثين والمتخصصين، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.


وتأتي أهمية المؤتمر في كونه يأتي في ظل تصاعد جائحة كورونا في عدد من دول آسيا، وبمشاركة علماء ومؤمنين بأهمية مشاركة الأديان في التعامل مع الكوارث الصحية والأوبئة، وخلق أرضية مشتركة، والإلهام لعمل مشترك، من أجل تحقيق الصحة والسلام النفسي للبشرية على كوب الأرض الذي يحتوي بني البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم وديانتهم.ً.


ويجيب المؤتمر عن العديد من التساؤلات التي تتعلق بالأوضاع والتطورات التي تشهدها دول جنوب شرق آسيا، إضافة إلى دور القيادات الدينية في هذه الدول في نشر الإسلام وثقافته أوساط مجتمعاتها من خلال إعلاء قيم التسامح والمحبة، والتأكيد على التعايش السلمي، لا سيما وأن منطقة شرق آسيا هي منطقة إشعاع ساهمت في تقديم الإسلام للعالم بصورة مختلفة، بل أن مئات الملايين دخلوا الإسلام في هذه المنطقة بسبب سلوك المسلمين، والذي اتسم بالتسامح والأخلاق الرفيعة، والعبادة المنزهة عن الأغراض.


.............


وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الافتراضي "المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات"، أشار معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى أن العالم الإسلامي يحتاج أن يتعلم من مجتمعات جنوب شرق آسيا، ويقتبس من إسلامهم، إسلام الرحمة والمودة. وأضاف معالي الدكتور علىي راشد النعيمي أن الدين الإسلامي يرعي الإنسان ويحافظ عليه سواء كان هذا الإنسان قريب منا أو بعيد عنا، وسواء كان هذا الإنسان شريك لنا في ديننا أو شريك لنا في الوطن، خاصة أن الإسلام كان في مقدمة الأديان التي أرست قيم التنوع والتعايش.


وتابع معاليه: "لابد من التضامن المشترك بين المسلمين في هذه الدول، لتقديم الصورة الرائعة عن الإسلام، والتى ترتكز في جوهرها على التسامح، وقبول الآخر، والتسامح، بينما تنبذ العنف والقهر.


 


ونوه الدكتورسليم علوان – أمين عام دار الفتوي في استراليا، إلى حاجة الأمة الإسلامية في المرحلة الراهنة إلى الوحدة والتكاتف علي نشر المفاهيم الصحيحة المعتدلة للإسلام ناهيك عن ضرورة الإهتمام بالشباب اهتمام بالغ تربيةً وإرشادا وتعلمياً.


وأضاف قائلاً، "إن إهمال الشباب يجعلهم فريسة للأفكار المنحرفة" كما أشار إلى الدور المطلوب من المجتمعات المسلمة في مواجهة جائحة كورونا، وأكد على أن الأخذ بالاسباب العلمية، والإجراءات الاحترازية لا ينافي التوكل على الله.


 


وقالالشيخ / خليفة محمد الحاسي – عضو دائم في مجلس الاتحاد الإسلامي ومجلس الشوري بالجمعية الإسلامية بمقاطعة كانتربري لكرايستشرش  - نيوزيلاندا، أنه ينبغي على المسلمين توحيد مرجعيتهم الدينية والفقهية، فالخلافات تعود بالأساس إلى عدم وجود مرجع أساسي في الدول العربية والإسلامية. وأضاف "المرجع الأصلي لأهل السنة والجماعة يكون له الأولوية". وعلى جانب أخر أشار إلى أن الحادث الذي شهدته نيوزيلاندا خلال الاعتداء على المصلين من قبل بعض العناصر اليمينية المتطرفة، برغم وحشيته إلا أنه ساهم في دفع الكثيرين للبحث عن الإسلام والقراءة عن هذا الدين العظيم.


 


 


وقال الأستاذ  وان زاهدي بن وان تيه – رئيس مجلس الفتوي الوطني الماليزي- ، أن الإسلام دين التسامح والمودة والرحمة والعدل، وأن الصحابة الكرام أعلوا من قيم التسامح والعفو. وأضاف "الرسول كان حريصا على إقامة دولة إسلامية تقوم على العدل" كما أشار إلى أن المجتمع الماليزي رغم تعدد أعراقه ولغاته المحلية إلا أنه تمكن من تقديم نموذج فريد للتعايش".


 


على صعيد متصل، قال الدكتور / محمد زين المجد – رئيس المنظمة العالمية لخريجي الازهر في اندونيسيا-، أن الإسلام جاء إلي منطقة اندونيسيا عن طريق الدعوة وليس هناك فتح مسلح. وأشار إلى أن الإسلام حرص على التأكيد على مبدأ التعايش، فعلى سبيل المثال جزيرة جاوا معظم سكانها مسلمين ومع ذلك يوجد بها أكبر معابد البوذية في العالم مما يدل على تسامح الإسلام والمسلمين.. وأضاف "أن الإسلام كان حريصاً على إرساء قيم المساواة، وأن الرسول والصحابة ضربوا أروع الأمثلة في العدال والتسامح، خاصة أن قيم الإسلام تدعو في جوهرها للتسامح والتعايش السلمي".


 


ومن جهته قال الدكتور محمد بشاري -الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة-، أن جائحة كورونا كان لها تداعياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهو الأمر الذي يدفع إلى أهمية الأخذ بالأسباب في مواجهة الجائحة، باعتبار ذلك من أصول الشريعة. وأضاف " أن الوقت الذي تمر به الأمة الإسلامية حساس ويحتاج إلى الوحدة والتكاتف على نشر المفاهيم الصحيحة". كما أشار إلى أن التقنية الرقمية منصة مهمة مع انتشار الجائحة لإيصال رسائل التوعية والتوجيه للناس". وأختتم الدكتور محمد بشاري كلمته بالتأكيد على أن الإسلام يحث على التعاون على البر والتقوي والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، وأن دار الفتوي الإسترالية كان ضربت مثلاً رائعاً في التعامل الظروف الصحية الراهنة من خلال توزيع المعونات الغذائية وكذلك تقديم الفتاوي التي يحتاجها الناس.


 


.............


وبدأت فعاليات المؤتمر الافتراضي "المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات"، التي قدمها معالي الدكتور علي النعيمي- رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة- بالتأكيد على أهمية الدور الايجابي لمجتمعات دول جنوب شرق آسيا في الاستمرار في نشر ثقافة التسامح والمساواة التي يمثل القلب الصلب لديننا الإسلامي الحنيف.


وفي ملاحظاته الختامية على المؤتمر الافتراضي "المسلمون في جنوب شرق آسيا: الفرص والتحديات"، أشار الدكتورمحمد بشاري إلى أهمية التعاون في مواجهة جائحة كورونا، باعتبار أن الحفاظ على الجنس البشري هي غاية الإسلام.


.............


جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته، وبما يرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.


اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا