إسكندنافيا.... خطوة نحو الأمام

  • 2021-May-09
المؤتمر الافتراضي "اسكندنافيا.... خطوة نحو الأمام" 27 رمضان 1442هـ / 9مايو 2021م تنظيم: المجلس الإسكندنافي للعلاقات بالتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.


نظم المجلس الإسكندنافي للعلاقات بالتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الأحد 27 رمضان 1442هـ / 9 مايو2021م، مؤتمراً افتراضياً بعنوان "اسكندنافيا.... خطوة نحو الأمام"، وذلك بحضور نخبة من القيادات الدينية والأكاديميين والباحثين والمتخصصين والنشطاء، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.


وتأتي أهمية المؤتمر في كونه يأتي في سياق التطورات الايجابية التي تشهدها أوضاع المسلمين المهاجرين في مجتمعاتها الإسكندنافية، وبمشاركة علماء ومؤمنين بأهمية مشاركة الأديان والمجتمعات التي تعلى قيم التسامح والعيش المشترك، في خلق أرضية مشتركة، وأهمية تعزيز دوافع العمل المشترك، من أجل تفعيل الصورة الحقيقة عن الإسلام، وبناء جيل أكثر قدرة على الارتباط بدينه وقيمه.


ويجيب المؤتمر عن العديد من التساؤلات التي تتعلق بالأوضاع والتطورات التي يعيشها المسلمون في المجتمعات الإسكندنافية، إضافة إلى دور المؤسسات الدينية، وقيادات هذه المؤسسات في هذه الدول في نشر الإسلام وثقافته في أوساط الأجيال الجديدة من خلال إعلاء قيم التسامح والمحبة، والتأكيد على العيش المشترك، لا سيما وأن الدول الإسكندنافية توفر بيئة خصبة لنمو وحضور المجتمعات المسلمة.


.............


وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الافتراضي "اسكندنافيا.... خطوة نحو الأمام"، أشار معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى أن المسلمين في الدول الإسكندنافية لهم وضع أكثر أريحية مقارنة بأوضاع المسلمين في مجتمعات أخرى، بالنظر إلى أن طبيعة الأنظمة الحاكمة والثقافة السائدة في البلاد الإسكندنافية التي تتيح للمسلمين فيها فرص أكثر ما تُوجد لهم تحديات.


وأضاف معاليه أنه "على المسلمين في الدول الإسكندنافية توظيف الأجواء الايجابية في هذ الدول لبناء نموذج إسلامي في التعايش مع الآخر".


وتابع معاليه، أن الكثير من المسلمين عندما خرج من العالم الإسلامي خرج بمشكلاته وأزماته وتصوراته للإسلام التي تربى عليها في بلده، وأراد فرضها على الآخرين. لذلك يجب أن نتعلم كيف نتعايش، لا يقصي بعضنا البعض، ولا نفرض رؤية أو مذهب على الآخر. وأشار الدكتور علي النعيمي إلى أهمية الدور المعتبر للمرأة والشباب في مجتمعات المسلمين، باعتبارهما أعمدة رئيسة ينبغي الأهتمام بهما.


 


بدوره نوه الأستاذ حسين الداودي رئيس المجلس الإسكندنافي للعلاقات، إلى أهمية سعى المجتمعات المسلمة في البلاد الإسكندنافية إلى ترسيخ العمل المؤسسي المؤطر جنباً إلى جنب العمل على إقرار المواطنة، باعتبارها السبيل للوصول إلى أهداف منشودة، أهمها بناء مجتمعات تؤمن بالوئام الديني.


وأشار الأستاذ حسين الداودي إلى أن جائحة كورونا أبرزت أهمية التواصل الحضاري والتعاون والتأزر ونبذ الفرقة وحرية التعبير. كما ألمح إلى أن الدول الإسكندنافية لديه حس عالي في الإيمان بالوئام الديني والتنوع والتعايش بين مختلف الطوائف في سلام. واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة تسليم القيادة للمرأة المسلمة في كل المجالات التي تستيطع الأداء فيها، والعمل على تربية جيل جديد يؤمن بالإسلام ويمارس معتقداته لكن من دون تطرف.


 


الدكتور محمد بشاري: الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، قال إن الأقليات المسلمة في الدول الإسكندنافية عليها أن تكون على مستوي الأزمات التي يشهدها العالم الأن، وأن تتفاعل ايجابيا مع مجتمعاتها، خاصة أن الدول الإسكندنافية استطاعت على مدار القرون أن ترعي التنوع الديني والثقافي في مجتمعاتها، ولذلك تمكن المسلمون الذين ذهبوا للدول الإسكندنافية فراراً من الحرب أو طلباً للرزق من تأسيس مجتمعات مسلمة.


وأضاف أن أغلب الدول الإسكندنافية قدمت الرعاية للمسلمين في مجتمعاتها، من خلال تمويل أنشطة المسلمين، لكن في السنوات الخمسة عشر الماضية شهدنا توظيف سياسي مصلحي للمؤسسات الإسلامية الموجودة في الغرب، وهو الأمر الذي انعكس على واقع المسلمين المهاجرين.


وتابع الدكتور محمد بشاري أن على المسلمون الاستفادة من الأجواء الايجابية في المجتمعات الإسكندنافية لتجسير الهوة بينهم وبين المكونات الدينية الأخرى، كما يبقى من الضروري للمسلمين في الدول الإسكندنافية التواصل مع المؤسسات المدنية في مجتمعاتها الجديدة، خاصة أن المجتمع المدني في هذه الدول يلعب دوراً محورياً في صناعة القرار.


 


 


 


على صعيد متصل، قال الشيخ سعيد عزام رئيس مجلس الإفتاء السويدي، أن مأسسة واقع المسلمين في المجتمعات الإسكندنافية يبقي مهماً لرعاية وترسيخ حضور المسلمين. وأضاف أن مجتمع المسلمين في السويد يعاني اليوم من بعض الإشكاليات، في الصدارة منها  كثرة الدعاة غير المتخصصين. لذلك كان من الضروري  وجود مؤسسة متخصصة للفتوى تضم حملة الشريعة والدراسين المتخصصين.


وأكد الشيخ سعيد عزام على أن المؤسسات الإسلامية في السويد تعمل على ترسيخ قيم التعايش وتعزيز ثقافة التنوع، لا سيما وأن التعصب والعنف الذي مارسه بعض المتطرفين الإسلاميين كان له تداعياته على واقع المسلمين المهاجرين.


 


من جهته قال الشيخ وليد رامز حمود مفتي فنلندا، مستشار اتحاد الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في فنلندا، إن العمل المؤسسي كان له دور كبير في رعاية شئون المسلمين في فنلندا. وأن السلطات الفنلندية على تواصل دائم مع ممثلي المجتمعات المسلمة، وتساهم في تذليل الكثير من العقبات.


وأضاف أن لجوء المهاجرين في المجتمعات المسلمة للحصول على الفتوى من مصادر متنوعة أضر بواقعها، ولذلك كان حرص مجتمع المسلمين في فنلندا على تأسيس جهة واحدة، تستهدف مراعاة واقع مجتمعاتنا الجديدة. وأختتم كلمته بالتأكيد على أن الفتوى قد تتغير، وليست ثابتة، فهي تدور بحسب الظروف والمستجدات.


وحول مواجهة التطرف والعنف الذي يبرر له بعض المتطرفين، أكد الشيخ وليد رامز حمود، أن على الهيئات والمؤسسات التعليمية والدعوية، والاسرة أن تعمل على تعزيز ونشر ثقاقة وقين التسامح، واحترام الآخر.


السيدة فتيحة إريكسون- فاعلة جمعوية، السويد-، قالت أن المؤسسات الإسلامية الثقافية والاجتماعية والدينية هي واجهة معبرة عن الإسلام والمسلمين في المجتمعات الإسكندنافية التي نعيش فيها. كما أشارت في كلمتها إلى الإشكالية التي تعاني منها المرأة المسلمة في المجتمعات الإسكندنافية، وقالت ان الخطير في المشهد أن معاناة المرأة المسلمة ليس من نظرة سلبية إليها من المجتمعات المضيفة، إنما هي من المسلمين أنفسهم في هذه المجتمعات، حيث يتم التعامل مع المرأة بنظرة فوقية.


على جانب آخر أضافت السيدة فتيحة إريكسون إلى أهمية بناء مناهج تعليمية للأجيال الجديدة في مجتمعاتنا الإسكندنافية، تجعلهم أكثر قدرة على التعايش وفهم مجتمعاتهم الجديدة.


 


 


 


 


............


وبدأت فعاليات المؤتمر الافتراضي "اسكندنافيا.... خطوة نحو الأمام"، التي قدمها الأستاذ حسين الداودي رئيس المجلس الإسكندنافي للعلاقات  بالتأكيد على ضرورة أن يبادر المهاجرين في التعاطي مع إشكاليات مجتمعاتهم الجديدة.


وأشار في ختام المؤتمر إلى أهمية توجيه الشكر لمعالي الدكتور علي النعيمي على رعايته لشئون المجتمعات المسلمة، وتقديمه كافة أوجه الدعم لهذه المجتمعات.


في المقابل أشار البيان الختامي الذي ألقته السيدة اسماء عباس، إعلامية دنماركية، سفير سلام دولي باعتماد من الأمم المتحدة ومدربة دولية، إلى أن مكامن القوة والنهوض في الدول الإسكندنافية، وكيف يمكن للمسلمون في هذه الدول أن يستفيدوا منها. كما أشار البيان إلى تطرق المتحدثين عن صعود اليمين المتطرف في الغرب، والتحالفات اليمينة الجديدة، وارتدادتها السلبية إضافة إلى اهتمام المؤتمر بالحديث عن جائحة كورونا وما خلقته من صعوبات غير مسبوقة.


.............


جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته، وبما يرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.


 


اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا